الاحـد 22 رجـب 1434 هـ 2 يونيو 2013 العدد 12605







سجالات

دول الخليج.. وموقفها من الثورة السورية


  موضوع «سجالات» اليوم هو «دول الخليج.. وموقفها من الثورة السورية»، وفي إطاره نطرح سؤالين: الأول هو: هل أخطأت دول الخليج في تعاملها مع الثورة السورية؟ ويجيب عنه الأكاديمي السعودي الدكتور أسعد الشملان أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض، والدكتور برنارد هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدنى
هل أخطأت دول الخليج في تعاملها مع الثورة؟

الدكتور برنارد هيكل
نعم ... ولكن في تأخرها بدعم الثوار
  كانت دول مجلس التعاون، في رأيي، بطيئة إلى حد ما في رد فعلها وتطويرها سياسة حاسمة تجاه الوضع السوري، وآن الأوان لكي تكون أكثر تواصلا وعلنية في مواقفها واستراتيجيتها في هذا الشأن. لقد كانت المقاربة الخليجية متحفظة وخجولة بالمقارنة مع ما قدمته وتقدمه إيران، التي كانت - ولا تزال - على متابعة لصيقة للوضع في سوريا منذ اندلاع الثورة، ماليا وعسكريا وعقائديا لنظام بشار الأسد. وكانت تعتمد أكثر مما ينبغي على دور قيادي من قوى كالولايات المتحدة أو تركيا. إنه لمن نافلة القول أن حصيلة الحرب الدائرة حاليا في سوريا ستكون بالغة الأهمية بالنسبة لمستقبل العالم العربي. وفي اعتقادي، لن يكون بوسع إيران أو «الجهاديين» السنة، ولا حتى دول الغرب وروسيا، تقرير مصير هذا النزاع، بل يجب أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي،
 

الدكتور أسعد الشملا
لا ... وبالأخص لجهة التزامها الأخلاقي
  حسنا فعلت دول الخليج – خصوصا السعودية وقطر - في ذهابها إلى موقع متقدم في نصرة الثورة الشعبية بسوريا. ويشكر لدول الخليج أنها كانت رائدة في الدفع نحو تعظيم الدعم لقوى الثورة السورية في كل منعطف من منعطفات مسيرتها المتصاعدة، بدءا بالدعم الإعلامي والدبلوماسي، مرورا بالدعم الإغاثي والمادي، ووصولا إلى الإمداد المباشر وغير المباشر بالسلاح. ولم تكن دول الخليج في خيارها الداعم للثورة غافلة عن مشاق هذا المسار، فهي صاحبة خبرة مباشرة وممتدة بطبيعة النظام الحاكم في دمشق وما يستبطنه من شراسة واستسهال للعنف المفرط كنهج للاحتفاظ بالسلطة المطلقة، ولو إلى حد التوحش من دون أي كابح أخلاقي. ويتصل بذلك أنه في المنطقة العربية خارج سوريا، استمرت مذبحة حماه (1982م) - لأسباب اجتماعية ومذهبية وحركية - حية في الذاكرة
 
... وهل تتوقع أن يكون للثورة ، بالذات في شقها «الجهادي» ، تداعيات سلبية على دول الخليج؟

العميد الدكتور أمين
نعم .. فأي انتصار يحققه هؤلاء في سوريا سيشجعهم على تكرار التجربة بأمكنة أخرى
  مع البدء بانسداد الأفق في وجه الجماعات الإرهابية العاملة في سوريا، بدأت أسئلة كثيرة تطرح عن مستقبل تلك الجماعات التي تعمل تحت عناوين شتى، يجمعها زعم بأنها تتصرف بفكر جهادي إسلامي، تتلاقي فيه مع التنظيم الأم «تنظيم قاعدة الجهاد» – أو ما يعرف اختصارا بـ«القاعدة»، وهو التنظيم الذي أعلنت أميركا حربا عليه بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001 باعتباره تنظيما إرهابيا، أو كما تصفه بأنه «رأس الإرهاب العالمي»، حيث يقول الرئيس الأميركي باراك أوبامإ أن الحرب عليه كلفت أميركا سبعة آلاف جندي وتريليون دولار أميركي... ولم تقض عليه، إنما أضعفته فقط. في البحث عن مستقبل هذه الجماعات وطبيعة تصرفها، ورغم أن المشهد الميداني القائم في سوريا وتطوراته الأخيرة يكاد يؤكد أن لا أمل لهذه العصابات بتحقيق إنجاز ميداني يمكن صرفه سياسيا،
 

الدكتور عبد الله ال
لا ..لأن الثقة كبيرة بقدرة الثورة السورية على لجم خطر «الجهاديين»
  المعروف أن دول الخليج العربية تتوخى في سياساتها الخارجية الحذر، بمعنى تحاشي التعجل والتهور، ومحاولة النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للآخر. ومن هذا المنطلق، حرصت الدول الخليجية على أن تحافظ على شعرة معاوية مع نظام بشار الأسد، على أمل إقناعه بإيجاد حل سلمي لمأزقه مع شعبه التواق إلى الحرية والديمقراطية والعدالة. غير أنه مع انتهاج النظام السوري نهجا عدوانيا صارخا، ولجوئه إلى العنف المفرط الذي لم يستثن شيخا أو طفلا، بشرا أو حجرا أو دار عبادة، لم تجد دول الخليج مفرا من اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه هذا النظام المستهتر بكل القيم والشرائع والأعراف الدولية والإنسانية. وحتى في هذا السياق، رأينا كيف تدرجت مواقف أقطار الخليج، بمعنى أنها لم تعلن صراحة وقوفها مع ثورة الشعب السوري إلا بعدما طفح الكيل،
 
مواضيع نشرت سابقا
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
دول الخليج.. والصعود الإخواني
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
مصر.. تحت حكم «الإخوان»